منتدى طالبات جامعة الطائف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دفاعا عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل

:32 دفاعا عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم

مُساهمة من طرف وردة الأربعاء فبراير 18, 2009 9:28 am

siأربعة أيام قبل غروب الشمس المحمدية ...

اشتد الوجع بالحبيب حتى لم يعد قادرا على إمامة الناس في الصلاة



" مروا أبا بكر فليصل بالناس " ...



و يمر يومان ، فيجد الحبيب في نفسه شيئا من الخفة ...



فيسرع إلى مهوى فؤاده و قرة عينه .. إلى الصلاة



خرج الحبيب بين رجلين يعينانه لصلاة الظهر ...



و هو الطود الشامخ الذي كان إذا مشى فكأنما ينحدر من عَلٍ لسرعة خطوه صلى الله عليه سلم



هم الصديق أبو بكر أن يتأخر للحبيب ليؤم هو المصلين ،



فأشار إليه أن الزم مكانك ،



و جلس ...



نعم ، جلس النبي الحبيب المصطفى الذي كانت قدماه تتفطر من كثرة وقوفه مصليا



و لصدره أزيز كأزيز المرجل



و هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر



فأبى إلا أن يكون عبدا شكورا



يا حبيبي يا أكمل الخلق و سيدهم و أعظمهم



تفطرت قدماه و اشتد به الوهن فلم يعد قادرا على الوقوف !!



جلس إلى يسار أبي بكر ، فكان الصديق يقتدي بصلاة الحبيب و يسمع الناس التكبير



_________________



قبل يوم من الرحيل ..



بينما المسلمون في صلاة الفجر ...



امتدت يد كريمة ...



يد طالما و سعت أكف العبيد و اليتامى و الأرامل



بل حتى البهائم تمسح عليهم و تواسيهم



امتدت يده الشريفة صلى الله عليه و سلم لتزيح ستر حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ،



و ابتسم ...



ابتسم الثغر الوضيء و استنار الوجه الشريف لكأنه قطعة قمر



قد بلغ الرسالة .. و أدى الأمانة .



ابتسم لتلك الجموع ... ألوان شتى و قبائل متفرقة و أنساب متباعدة و مواطن مختلفة



وَ حَّدهم دين لو انتزعت أرواحهم انتزاعا من صدورهم ما تزحزحوا عنه قيد أنملة



أشداء على الكفار و على أعداء الله و الرسول



رحماء بينهم كالأخوة ، بل أكثر .



____________



ابتسم الحبيب



ابتسامة مشرقة في خفوت



كأنما جاءت على استحياء



لتخط خطوطها في وجه بدا في أحلك ساعات المرض



كبدر شاحب يودع آخر أيامه



و أطلت من عينينه الكريمتين



عينيه التين أرهقهما كثرة السهاد و البكاء



تارة من خشية الله



و أخرى رحمة بأمته و خوفا عليهم



أطلت تلك النظرة ، نظرة الرضا و الحب و الإشفاق و الشوق ...



قد رضي عن أصحابه و رضوا عنه



و رضي عن ربه و رضي الله عنه ، و هو المرضي عنه عليه الصلاة و السلام



و أشفق عليهم مما يلاقونه بعده من فتن



و اشتاق ... لنا



حتى آخر لحظاته .. كنا نشغل تفكيره



" وددت أن لو رأينا إخواننا ... "

"أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ "

" لا أنتم أصحابي و إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني "



____________



و هم المؤمنون أن يفتنوا في صلاتهم فرحا بالحبيب



فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم



و غاضت الابتسامة شيئا فشيئا ...



و أرخى الحبيب الستر ...



و لم يرفعه مرة أخرى ...



لعمري لو كان الستر إنسا لبكى حنينا ليد الحبيب



كما حن إليه الجذع الذي كان يخطب مستندا إليه



و عاد الحبيب إلى داخل الحجرة ...



و على استحياء و ألم



و بين دموع و زفرات



نتبع الحبيب



لنشهد معه آخــــــــــر السويعات في حياته العظيمة



___________________



بدأت ساعات الاحتضار



فأسندته السيدة عائشة رضي الله عنها إليها



و بين يديه إناء فيه ماء



فجعل يدخل يده الشريفة في الماء فيمسح بها



يا ليتني كنت ذاك الماء !



يا ليتني كنت ذلك الإناء !



جعل الحبيب يمسح الوجه الشاحب الذي يتفصد عرقا كحبات اللؤلؤ المنثور



و جعل يردد " لا إلـــه إلا اللــــه .. إن للموت سكرات "



يا حبيبي يا رسول الله



يا حبيبي يا حبيب الله



و يرددها بصوت ضعيف



الصوت الذي لطالما أطلقه عاليا ليجلجل في أسماع الكفار و المشركين



أنــا النــــبي لا كـــذب

أنــا ابــن عبـد المـطـلب



" و الله يا عم ، لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته ، حتى يظهره الله أو أهلك دونه "



صلى الله عليك و سلم يا حبيب القلوب و مهوى الأفئدة



___________________



و حانت لحظت الوداع



و آن للجسد المكدود أن يستريح



و شخص بصر الحبيب نحو السقف



و تحركت شفتاه



" مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و



الصالحين ، اللهم اغفر لي و ارحمني ، و ألحقني بالرفيق الأعلى "





و رفع يديه الشريفتين



" بل الرفيق الأعلى "



" بل الرفيق الأعلى "



" بــــ..ـــل



الـ... رفيـ..ق



الـ..أ..علـ..ى..."



و خفت الصوت



و سكنت الأنفاس اللاهثة



و مالت اليدان



و انحنى الرأس



و فاضت الروح الطاهرة



عادت إلى حيث مستقرها



"يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية "



و علا النحيب



و دوت الصيحة ......



و كانت الصدمة ....



____________



ناحت النساء .... لعظم الهول



و اضطرب الناس في المسجد



حتى سيدنا عمر ... أسد الله و عدو الشيطان



فقد صوابه



و راح يردد أن الحبيب لم يمت و إنما ذهب إلى ربه كما ذهب موسى



و سيعود كما عاد



و في قرارة نفسه كان يدرك أن الحبيب رحل



رحل و لن يعود



و لكن ...



كان الخطب أعظم من أن يتحمله حتى رجل في بأس عمر



____________________



و حده



وحده الصديق



رفيق الدرب



و خليل الدين



و الصاحب في الشدة و اللين



و حده انسل من بين الناس ، حتى دخل الحجرة



إلى حيث الجسد الطاهر مسجى



فكشف عن الوجه الشريف الستر



و تأمل تلك الملامح النورانية المطمئنة



النائمة في سلام أبدي

___________________



ثم أكب عليه



يقبله و يبكي



و يبكي



ويبكي



" بأبي أنت و أمي يا رسول الله



طبت حيا و ميتا



طبت حيا و ميتا



لا يجمع الله عليك موتتين



أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها " ...



________________



و ااااااااااااااااااااحبيباه



واااااااااااااااارسولاه



وااااااااااااسيداه



سلام الله عليك و صلواته



طبت حيا وميتا



يا من أعطاك الله دعوة لا ترد



فأبيت أن تطلبها لنفسك



أو لدنياك



أبيت إلا أن تختبئها عند ربك



و لمن يا حبيب القلوب ؟



لأمتك



آثرت أن تختبئها شفاعة لأمتك يوم القيامة



" إن الله لم يبعث نبيا إلا و أعطاه دعوة ، و إن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة "



يوم الكل مشغول بنفسه



إلا أنت أيها الحبيب



أمتي ... أمتي



يا رب سلم يا رب سلم



أمتي .. أمتي
وردة
وردة
Admin
Admin

تاريخ التسجيل : 14/02/2009

المشاركات : 239

عدد النقاط : 7424

التخصص : Taif woOow3

نشاط العضوة :
دفاعا عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم Right_bar_bleue100 / 100100 / 100دفاعا عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم Left_bar_bleue


نوع جوالي : BlackBerry 8520

نظام جهــازي : Windows 7

مزاجي : رايقة

قلبي مثل الورد...


http://taif.wow3.info

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى